الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة حافظ حميّد : النجم الساحلي أفضل فريق في تونـــــــــــس، والـ«قرينتا» أطاحت بالإفريقي في رادس..

نشر في  04 مارس 2015  (10:39)

نستضيف هذا الأسبوع في «أخبار الجمهورية» الوجه الرياضي والسياسي المعروف وهو حافظ حميّد الرئيس السابق للنجم الساحلي وعضو حركة «نداء تونس» الذي تحدّث في هذه المساحة بجرأة العادة ووضع إصبعه على مكمن الدّاء في الساحتين الرياضية والسياسية، علاوة على ذلك فقد دافع بشراسة عن «نداء تونس» ودعا نجل رئيس حافظ حميّد قايد السبسي إلى المسك بزمام الأمور في هذا الحزب حتى لا يتوه في الزحام، مثلما قال إنه كان يتمنى رؤية منصف السلامي الرئيس السابق للنادي الصفاقسي وعضو مجلس نواب الشعب ضمن وزراء حكومة الحبيب الصيد، أما بقية ماجمعنا بحافظ حميّد بخصوص فريقه «ليتوال» والافريقي والترجي والصفاقسي والجامعة والمنتخب، فنترك لقرّائنا الكرام فرصة متابعته في هذا الحوار على لسان هذا الرجل المتخلق:

 لننطلق في حوار بالملف الرياضي، كيف تابعت مباراة فريقك النجم الساحلي ومضيّفه النادي الافريقي، وماهو حكمك على مردود أبناء فوزي البنزرتي؟


تابعت المباراة بكل إهتمام وكانت ثقتي كبيرة في أبناء فوزي البنزرتي على صنع التحدي أمام صاحب الصدارة النادي الافريقي على أرضه وأمام جمهوره وكذلك كقناعة مني بأن النجم الساحلي هو أفضل فريق في تونس ويضمّ في صفوفه أحسن اللاعبين، هذا فضلا على أن فريق جوهرة الساحل يشرف على دواليبه الفنية مدرب كبير وهو فوزي البنزري، وبالتالي كان من الطبيعي أن يعود فريقنا الى سوسة بثلاث نقاط من ذهب..
وفي سياق الحديث عن «الكلاسيكو» لا بدّ من الإشادة بـ «صنعة» ودهاء زملاء أيمن «البلبولي» الذين أظهروا قوة شخصية كبيرة وهو ما مكّنهم من تدارك النقص العددي بفضل جاهزيتهم البدنية والرّوح الانتصارية و«القرينتا» التي ميّزت عطاءهم..


 برأيك، هل تضاءلت حظوظ الإفريقي في التتويج بالبطولة؟


لا نستطيع الجزم أن الافريقي حظوظه تضاءلت في التتويج بالبطولة بعد العثرة الأخيرة لأن السباق مازال طويلا والكرة ليست علما صحيحا وتكتنز العديد من الأسرار والمفاجآت، وهنا لا بدّ من التذكير أن النجم الساحلي بدوره مرّ في الجولات الثلاث الفارطة بصعوبات كلّفته إهدار عديد النقاط وآخرها ضدّ الملعب القابسي، لكن اللاعبين عرفوا كيف يستوعبون الدرس وينتفضون ضدّ الافريقي ويكسبون فوزهم عن جدارة واستحقاق.


 هناك أطراف بدأت تتحدّث عن عودة الترجي الرياضي في صمت، هل ترى أن «المكشخة» بمقدورها «قلب الطاولة» على الجميع في الجولات القادمة؟


صحيح أن الترجي مع المدرب «الجديد- القديم» «جوزي دي مورايس» إكتسب روحا جديدة وأصبح يعرف كيف يفتكّ نقاط الفوز، لكن هذا لا يعني أن المدرب السابق خالد بن يحيى فشل في مهامه مع الفريق، بل على العكس تماما فهذا «الكوتش» المتخلّق والمحترف في عمله بذل كلّ ما في وسعه إلّا أنّ الظروف خذلته..
وهنا أعود لأقول إن الترجي إستعاد شهيّة العطاء لكن حظوظ الثلاثي الافريقي والنجم والترجي تبقى متساوية في التتويج ورهينة كيفية تعامل كل فريق مع مجريات المواجهات القادمة.


 قلت الثلاثي الافريقي والنجم والترجي، فلماذا إستثنيت النادي الصفاقسي؟


لسبب بسيط وهو أن النادي الصفاقسي يمرّ بفترة إنتقالية بعد أن فرّط في عدّة عناصر بارزة وهو ما يجعله في حاجة إلى بعض الوقت حتى تعود اللحمة بشكل كاف بين مجموعة «السي -آس-آس» التي يشرف عليها المدرب المحنّك غازي الغرايري.


 ماذا بقي عالقا بذهنك من مشاركة المنتخب التونسي في «كان» غينيا الاستوائية؟


أهم إستنتاج خرجت به من نهائيات أمم إفريقيا أن الكرة الافريقية «متخلفة» كثيرا و«ظالمة» جدّا وغرائبها وعجائبها تفوق الخيال!


 ماهو موقفك من إصرار وديع الجريء على عدم الاعتذار لعيسى حياتو و«الكاف»؟


أوّلا ما أتاه وديع الجريء بصفته رئيسا للجامعة التونسية لكرة القدم بعد مباراة «غينيا الاستوائية» لا يشرّف الكرة التونسية ومرفوض جملة وتفصيلا، ثانيا أقول إنه كان على رئيس الجامعة أن يحتج على مظالم الحكم الموريسي بطريقة حضارية ولا أن يأتي سلوكيات وضعت المنتخب في «فم مدفع»..
أمّا بخصوص حكاية الاعتذار فذلك شأن يخصّه، لكن ما أؤكد عليه وعلى مسؤوليتي أن هذه الجامعة «فارغة» و«مفرغة» لأنها تعمل بلا برنامج وشعارها «كلّ نهار وقسمو»..
كما أقول إن رئيس هذه الجامعة هو عنوان للفشل، ويا ليته إنسحب وترك مكانه لطاقات جديدة قادرة على إصلاح الكرة التونسية وإفادة المنتخب، لكن للأسف وديع الجريء - مع إحترامي لشخصه- «عامل دار مقام» في الجامعة..
من جهة أخرى أدعو وزارة الاشراف إلى التدخل بكلّ حزم وتحمّل مسؤولياتها كاملة والمساهمة في إصلاح حال الكرة التونسية.
كما أقول إن وزارة الرياضة مطالبة بالنبش عن الكفاءات القادرة على خدمة الرياضة التونسية في شتّى المواقع على غرار السيدة عايدة لنقليز عضوة اللجنة الأولمبية والتي تقف وراء نجاحات سارة بسباس وحبيبة الغريبي وغيرهما، علما وأن لنقليز ما فتئت تبحث عن سبل لتمويل بطلات الرياضات الفردية كغيرة منها على الرياضة التونسية، وهذا ليس بغريب على عايدة لنقليز المتحصلة على شهائد عليا في المجال الرياضي وهو ما يفرض إستقطابها في وزارة الرياضة.


 لنغيّر مجرى الحديث من الرياضة الى السّياسة، هل يمكن للحكومة الحالية إيجاد حلول للتصدّي الى الإرهاب وإنقاذ الإقتصاد؟


لما لا، فنحن نادينا بالتجديد وبوجوه سياسية جديدة حازت على ثقة رئيس الحكومة الحبيب الصيد الذي رسم خريطة طريق لكلّ وزرائه الذين إنطلقوا في الاقتراب من المواطن والتحرّك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه رغم صعوبة الظرف وثقل «التركة» الموروثة..
وبخصوص ملف الارهاب فإن هذه «الآفة» «المستوردة» والمفروضة علينا من الخارج تفرض علينا حكومة وشعبا أن نتوحّد لصدّه وأن ندعو المولى العزيز الجبّار أن يحمي تونس من شرّ الإرهاب والإرهابيين..


 يرى الكثيرون أن حكومة الحبيب الصيد ضعيفة وغير قادرة على تحقيق أحلام الشعب التونسي، فهل من تعليق عن ذلك؟


من الظلم أن نصدر أحكاما قاسية وإنتقادات هدّامة لحكومة إنطلقت في العمل منذ أيام فقط، لذلك دعوة لكل أفراد الشعب التونسي إلى مساعدة الحكومة بالعمل والانضباط حتى تنجح في إعادة نكهة الحياة والعيش إلى «الزوالي» وإلى كل التونسيين..
من جانب آخر لا بد من الاعتراف أن رئيس الحكومة السيد الحبيب الصيد يعدّ من الكفاءات في تونس، هذا بالإضافة لنظافة يديه. خلافا لتكوينه الآكاديمي في الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما خول له تولّي مناصب هامة في اسبانيا على رأس منظمة دولية، وهو ما يؤكد مستوى الرجل.


 هل من حلول عملية لردّ الإعتبار للإقتصاد التونسي؟


نعم هناك حلول كفيلة بإنقاذ الاقتصاد التونسي، وتتمثّل في ضرورة إستنساخ السياسات الاقتصادية والاجتماعية الناجحة في العالم على غرار السّويد والنرويج والدنمارك المعروفين بالنجاح في خلق عدالة إجتماعية أو بلدان أخرى ناجحة إقتصاديا على غرار تركيا المعروفة بنظامها الاقتصادي الفاعل والناجح وهو ما جعلها تحصد نسبة نمو بـ 7 % وتتحوّل إلى بلد مصدّر..


 المعلوم أن حقّ الاضراب يكفله الدستور، لكن ألا ترى أن عددا من التونسيين بالغوا في الإضرابات ممّا زاد في تعميق جراح «جسد» الإقتصاد التونسي؟


طبعا الاضراب حقّ مشروع، وهنا لا بدّ من القول إن الاتحاد التونسي للشغل لم يقف يوما ضدّ المصلحة الوطنية، بل كان رفقة الرباعي الراعي للحوار الوطني ضمن من ساهموا في وصول تونس الى برّ الأمان وإلى الجمهورية الثانية ..
وفي ذات السياق أدعو للتواصل والإنسجام بين الحكومة وبين «الاتحاد» وهو ما سيساهم في إيجاد الحلول الملائمة التي تتماشى مع مصلحة الطبقة الشغيلة وإمكانيات البلاد الى أن يستقرّ الحال ويعمّ الخير على الجميع في المستقبل -بحول الله- بعد أن يضحّي الجميع من أجل تونس.


ماهي الإجراءات العملية التي يمكن إتّخاذها للضغط على الأسعار؟


لا بدّ من الضرب بقوة على أيدي المحتكرين والقضاء عليهم شأنهم شأن الوسطاء الذين اختصّوا في خزن السلع وكذلك تهريبها ممّا ولّد صعودا صاروخيّا في الأسعار وهو ما جعل «الزوالي» «يشهق ما يلحق»..


 هناك أطراف إستغربت «تحالف» نداء تونس» و«النهضة» فبماذا تردّ؟


لا وجود لهذا التحالف، بدليل أن النهضة لم تشارك في الحكومة الجديدة إلا بوزير وحيد وكاتبين دولة، لكن هناك حقيقة يجب الاصداع بها وهي أن «نداء تونس» لم يفز في الانتخابات التشريعية بنسبة أصوات تخوّل له الحكم لوحده لذلك وجدنا أنفسنا في «النداء» مجبرين على التعامل مع كلّ الأطراف السياسية بما فيها حركة النهضة، وهنا ندعو لكلّ الأحزاب بعدم عرقلة عمل الحكومة والسماح لهذا بتنفيذ خريطة الطريق بثبات..


 هناك حديث عن تصدّع كبير داخل «نداء تونس»، فما صحّة ذلك؟


هناك مثل شعبي رائج يقول :« المصارن في الكرش تتعارك» وهذا ما ينطبق على «نداء تونس» وغيره من الاحزاب..
وفي هذا الإطار أقول إن ما يحصل من إختلاف في الآراء داخل «النداء» هو ظاهرة صحيّة عن وجود الديمقراطية في الحزب.
وحتى وإن حصل تصدّع، فقد نظّمت ليلة الجمعة الفارط مأدبة عشاء تحت عنوان «الوفاق» على شرف «كوادر» الحزب الذي تحلّوا بروح وطنية ورياضية وتعاهدوا على طي ملف الخلفات الماضية واحترام النظام الداخلي للحزب، كما احتضن أحد النزل بضاحية قمرت صباح الأحد الفارط إجتماع حضرة السادة محمد الناصر والطيب البكوش ولزهر العكرمي ولزهر القروي الشابي وأنيس غديرة ومحسن مرزوق وحافظ قايد السبسي وأعضاء المكتب التنفيذي وممثلين عن التنسيقيات وممثلين عن المجلس الوطني، وهم الذين أظهروا الكثير من الانضباط والإصرار على خدمة تونس من بوابة «نداء تونس» وهنا إسمحوا لي بفتح هذا القوس لأقول إنه كان من المبرمج أن تنعقد إنتخابات المكتب السياسي حسب بعض الشروط، لكن حافظ قايد السبسي تدخّل بطريقة حضارية وأعلن رفضه للإحتكار وأكد للكلّ أن «نداء تونس» هو حزب الجميع وهو ما يؤكد أن «نجل رئيس الجمهورية» هو نقطة ضوء داخل هذا الحزب وشعاره «الديمقراطية» والمساواة بين الجميع وهو ما يحسب لهذا الرجل القادر على المسك بزمام الأمور بكلّ حرفية..
من جهة أخرى لا بدّ من الإشادة بالمداخلة القيمة للسيد منصف السلامي عضو مجلس نوّاب الشعب الذي سعى إلى توحيد جميع الأطراف داخل «نداء تونس» وهو ما جعل البعض يؤكد أن الرّئيس السابق للنادي الصفاقسي بصفته أكبر المدعمين للحزب وبعد أن أظهر الكثير من الحنكة السياسية كان يمكن أن يكون أحد وزراء حكومة الحبيب الصيد ليفيدها بخبرته خاصة وأن الرجل جاء ليعطي للبلاد من بوّابة السياسة وليس ليحقّق منافع ذاتية..
في كلمة، ما حصل داخل «نداء تونس» من تصدّعات هو بمثابة سحابة الصيف العابرة..


 لماذا خفت صوت رئيس الجمهورية الباجي القايد السبسي خلافا للعادة؟


كلّ ما أقوله في هذا الشأن إن سي الباجي كرئيس للجمهورية يعمل في صمت ويرفض إستعراض عضلاته في وسائل الاعلام، كما أقول إن سي الباجي يواكب كل كبيرة وصغيرة ومنشغل ليلا نهارا بأهمّ الملفات ويتواصل مع رئيس الحكومة لإيجاد الحلول الممكنة على الصعيد الاقتصادي والأمني والاجتماعي وغيرهم..


 وما حقيقة «حكومة الظلّ» الموجودة في قصر قرطاج بقيادة محسن مرزوق ورافع بن عاشور؟


هذه أباطيل مردودة على أصحابها، لأن رافع بن عاشور «ولد عايلة» وغيور على البلاد شأنه شأن محسن مرزوق وبالتالي من الظلم الزجّ بهما في متاهات فارغة متأتية من عشق البعض لبثّ الإشاعات الناتجة عن البغض والحسد!

حاوره: الصحبي بكار